بوش و الا بلاش .. واحد غيرو ما ينفعناش

السلام عليكم

تحذير .. ممنوع قراءة من تقل أعمارهم عن خمس سنوات للموضوع .. أيضا .. بالموضوع بعض من طول (نرجو أن لا تكون إطالة مملة) .. حفظا لوقتكم الثمين .. أترككم فورا مع الموضوع ..

أكشن ..

.. صباح جميل .. تناولت وجبة الإفطار على عجل و هممت بالخروج من المنزل عندما رن جرس الهاتف معلنا المزيد من التعطيل .. فوق تأخيري الجسيم عن العمل .. حسمت ترددا دام لثوان .. مقررا عدم تجاهل المكالمة .. فربما يكون المتصل .. "فلان" !

.. الو ..

.. الو .. سيد موندو ؟

.. نعم .. بشحمه و لحمه .. من ؟

.. سنخبرك لاحقا .. هل نستطيع الحصول على موعد معك قريبا ؟

.. و ما الداعي ؟ .. و من أنت ؟

.. حدد الموعد .. و ستعلم لاحقا .. الأمر مهم .. لا تقلق .. لن تندم على موافقتك مطلقا ..

.. غلب فضولي قلقي .. كما هو حالي غالبا .. حدثتني نفسي بأنه من الأفضل لي أن أعطيه موعدا .. أستطيع إلغاءه متى شئت .. أو تجاهله إن توجست فيه ما يضر .. على رفض يجبرني على تحمل التأنيب .. بل و الضرب و الرفس .. من قائد أسطول الفضول لدى موندو .. اللواء "حشري" .. لأسابيع .. بل و ربما لأشهر قادمة. !!

.. وافقت على مضض .. و حددت موعدا للقاء .. كان الموعد بعد ثلاثة أيام .. المكان .. مزرعة تقع في أطراف المدينة.

.. عشرات الأفكار و الخواطر تتصارع في رأسي .. اجتماعات طارئة على مدار الساعة لقيادات عقلي .. كان علي أن أقرر .. هل أذهب للموعد ؟ .. هل أتجاهله ؟ .. هل أذهب وحيدا كما هو الاتفاق ؟ .. أم أن علي أن أصطحب جمعة معي ؟

.. لمح قائد قوات "الفراسة" في دماغي إلى أن الموضوع ككل (و الكلام له) .. مقلب من جمعة و زمرته .. و أن علي ببساطة أن أستغرق في نوم عميق مع شخير متوسط الارتفاع .. و بالتالي أكون قد سددت ضربة مضادة .. للشخص الذي سولت له نفسه التفكير في هكذا مقلب .. حيث أن عليه أن ينتظر مطولا .. بلا طائل ..

.. غير معقول .. (و الكلام لمدير وحدة الحشرية و التطفل) لابد أن بالموضوع سرا ما .. ثم .. ما يضيرك لو أن بالموضوع مقلبا .. "ضحكة تفوت و لا حد يموت" .. أفضل من "المجهول يفوت و الموندو يموت كمدا و تحسرا و فضولا" .. ثم قد يكون بالموضوع مفاجأة سارة يخبئها لك أصدقائك .. كالاحتفال بعيد ميلادك مثلا .. من يدري. !!

.. استمر النقاش مطولا .. فالمحترم "مضاد العبط" يدعو لتجاهل الموضوع .. و السيد "عبط" يؤكد وجود كنز قيم بانتظار طلتي البهية قائلا افتح يا سمسم .. و بين هذا و ذاك .. ظل "مسئول الحيرة" حائرا كعادته ..

أخيرا ..

.. و كالعادة .. عند إجراء التصويت .. قام مدير الاجتماع "عنزة و لو طارت" بتزوير النتيجة النهائية مقررا الذهاب لمكان الاجتماع .. في الموعد المحدد ..


.. أيها المجهول .. موندو قادم. !!


.. المكان .. هناك .. الموعد .. بعد ثلاثة أيام ..

.. وصلت للمكان المحدد .. وحيدا كما هو الاتفاق .. مزرعة كبيرة .. هذا هو المكان .. تناثرت بعض الأشجار دونما تنسيق هنا و هناك .. موحية بعدم اهتمام صاحب المزرعة بها .. لعله لا يقطن هنا .. لا عمران في المزرعة باستثناء بيت صغير في وسطها .. .. أمام البيت قبعت أربع سيارات بحجمه (أي البيت) .. لا لصغر البيت .. و لكن لضخامة السيارات .. تسلل القليل من الخوف المشوب بالقلق لأعماقي ..

.. لم يعد هناك مجال للتراجع .. فقد كنت فعليا داخل المزرعة .. ترجلت من السيارة .. لأجد نفسي قبالة خمسة أشخاص .. بادرني أحدهم قائلا ..

.. أهلا بك يا أستاذ موندو .. سعيدون جدا بوجودك .. عرفت أنك ستأتي .. و أكدت ذلك مرارا للسيد الرئيس الذي كان قلقا جدا طيلة الأيام الماضية.

.. السيد الرئيس !! .. أي رئيس .. عفوا .. من أنتم ؟

.. ستعلم لاحقا.

.. لا .. يجب أن تخبرني الآن .. و إلا سأغادر.

.. حسنا .. فلندخل للبيت أولا .. و بعد فنجان قهوة ساخن .. لي معك كلام يطول .. و سأخبرك بكل ما تريد معرفته